السبت، 4 يوليو 2009

خيال المآته

كائنٌ إعتدت أن أراه فى بلدتى
كنت أكرهه كثيراً
كان المزارعين يستخدمونه
لإخافة الطيور والحيوانات وإبعادها عن المحاصيل

ولكن الغريب أن بلدتى ليست بقرية ولا تأوى أية حقول
فهى مدينة كأى مدينة
ومع هذا أرى هذا المآتة كل يوم

أراه فى بيتى وجامعتى بل فى أى شارع أمر خلاله
أراه ولا تسنح لى الفرصة لمحادثته

تمنيت كثيراً رؤيته
إلى أن تحققت أمنيتى ورأيته عن كثب

كنت واقفاً أمام مرآه
فنظرته واقف مثلى مددت يدى لأسلم عليه
فوجدته يمدها بكل ود
ولكنى خفت من ملامسته فسحبتها

كما فعل
فبدا كذلك خائفاً منى
وبدأ الحوار

عزيزى مآتة

منذ وإلى متى ستظل صامتاً لا تحرك ساكناً ؟!
رفع منكبيه مشيراً إلى عدم علمه

ولماذا ترضى لغيرك عزاً على حساب ذُلّك ؟!
كرر حركته السابقة مضيفاً إليها نوعاً من التنهد

أتفرح بكونك هكذا أبكم أعمى أصم ؟
..............................................


إستمر الحوار على شاكلته أنا أسأل وهو لا يجيب

حتى طرحت عليه سؤالاً كان من المفترض أن يكون أول أسئلتى


من أنت ؟
وجدته يريد النطق ولكن فاه لا يطاوعه
حاولت قراءة شفتاه
فذهلت لما قرأت
إنه يقول إسمى



أنا


خيال المآتة



تحول كل غضبى من هذا الكائن إلىّ
وامتزج الغضب من نفسى بالذهول
أكنت أنا كل هذا الوقت ولا أعلم
أعيب فيمن حولى وأنا أسوأهم
أحسب نفسى بريئاً من تلك التهمة وأنا الجانى بعينه

إذن وبعد حزن عميق

قررت

ألا أصمت بعد الآن
الخطأ سأعترض عليه وإن كان بقلبى
والأولى إصلاحه إن استطعت
سأمحو صورتى القديمة
وبإذن الله لن أكون خيالاً بعد الآن


ختمت حوارى
ولكن بقى سؤال أخير


مَن منا أيضاً خيالاً للمآتة ولا يدرى ؟

هناك تعليق واحد:

rhf يقول...

تشبيه صعب
أجدت صياغة الموضوع وعرضه
وما أصعب نهايته
جزاكم الله خيرا على التذكرة