جلست معتدلاً فى يوم
كى أوثق ما لدى من النفحات
لم أكن أعرف ماذا أدون أو لماذا
أمسكت بقلمى هذا
ووجهته نحو بعض الوريقات
أغمضت عيناى هنيهة وفتحتهما
بعدما اهتديت لأهم الموضوعات
وجدت قلمى صار إبرة
يسيل منها خيطٌ من الكلمات
يحيك بها جوانب الورق
ويطرز الصفحات
رأيته يهرول على السطور
وكأنها طرقات
وأصبحت فجأة فى حصةِ الإملاء
أكتب وعقلى يملينى من كتاب الذكريات
أنت يا من آت ..... أيقظهم من السبات
أنت يا من آت ..... أنقظهم من السكرات
ناموا كثيراً ... ظلموا كثيراً ... أضحوا أخيراً يعبدوا اللذات
عاشوا ولعبوا وهنئوا وتركوا عزهم إلى ذلات
فرحوا بما كنِزوا ولم تنفع كنوزهم حين صاروا
فى عداد الأموات
فلا تكن مثلهم واعبد الله رب الأرضِ والسموات
أنت يا من آت .... لا مانع لدى أن تظل حتى الممات
إن كنت عادلاً فأهلاً ومرحباً
وإن كنت ظالماً . فلنفسك وشيمتك لن تزول
وإن تحليت بأبهى الصفات
يا أخى سحقاً لمنصب يجعل من أفاك
أذكر ربك يُدم عليك نعمته وانساه ينساك
أنت يا من آت .... أتريد عرض الحياة الدنيا
أم الجنات
قل لى أُجبك
إن كنت تريد دنياك ..... ستكون أُخراك
وإن كنت تريد أُخراك ..... فالله نجاك
وإن كنت تريدهما معاً ..... فاعمل لذاك
أنت يا من آت .. إعمل لذاك